الأحد، 17 أكتوبر 2010

::: ابن القيم وأقسام القلوب :::


يقول العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه القيم [ إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ] :
لما كان القلب يوصف بالحياة وضدها، انقسم بحسب ذلك إلى هذه الأحوال الثلاثة :
فالقلب الاول : هو القلب السليم الذى لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به،
كما قال تعالى:{ يومَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَليِمٍ }[الشعراء: 88-89].
والسليم هو السالم، وجاء على هذا المثال لأنه للصفات، كالطويل والقصير والظريف؛
فالسليم القلب الذى قد صارت السلامة صفة ثابتة له، كالعليم والقدير، وأيضا فإنه ضد المريض، والسقيم، والعليل.
وقد اختلفت عبارات الناس فى معنى القلب السليم، والأمر الجامع لذلك:
أنه الذى قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه، ومن كل شبهة تعارض خبره.
فسلم من عبودية ما سواه، وسلم من تحكيم غير رسوله.
فسلم في محبة غير الله معه ومن خوفه ورجائه والتوكل عليه، والإنابة إليه، والذل له، وإيثار مرضاته فى كل حال والتباعد من سخطه بكل طريق. وهذا هو حقيقة العبودية التى لا تصلح إلا لله وحده.
فالقلب السليم: هو الذى سلم من أن يكون لغير الله فيه شرك بوجه ما، بل قد خلصت عبوديته لله تعالى ، إرادة ومحبة، وتوكلا، وإنابة، وإخباتا، وخشية، ورجاء.
وخلص عمله لله، فإن أحب أَحَبَّ فى الله، وإن أبغض أبغض فى الله، وإن أعطى أعطى لله، وإن منع منع لله
ولا يكفيه هذا حتى يسلم من الانقياد والتحكيم لكل من عدا رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، فيعقد قلبه معه عقدا محكما على الائتمام والاقتداء به وحده، دون كل أحد فى الأقوال والأعمال من أقوال القلب، وهى العقائد،
وأقوال اللسان؛ وهى الخبر عما في القلب.
وأعمال القلب، وهى الإرادة والمحبة والكراهة وتوابعها، وأعمال الجوارح.
فيكون الحاكم عليه فى ذلك كله دقه وجله هو ما جاء به الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم،
فلا يتقدم بين يديه بعقيدة ولا قول ولا عمل، كما قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَي اللهِ وَرَسُولِهِ }[ الحجرات: 1 ]
أي لا تقولوا حتى يقولَ ، ولا تفعلوا حتى يأمر، قال بعض السلف: ما من فعلة وإن صغرت إلا ينشر لها ديوانان: لمَ ؟ وكيف ؟ 
أي لم فعلت ؟ وكيف فعلت ؟
 فالأول سؤال عن علة الفعل وباعثه وداعيه ؛ هل هو حظ عاجل من حظوظ العامل
وغرض من أغراض الدنيا في محبة المدح من الناس أو خوف ذمهم أو استجلاب محبوب عاجل أو دفع مكروه عاجل
أم الباعث على الفعل القيام بحق العبودية وطلب التودد والتقرب إلى الرب سبحانه وتعالى وابتغاء الوسيلة إليه
ومحل هذا السؤال: أنه، هل كان عليك أن تفعل هذا الفعل لمولاك، أم فعلته لحظك وهواك؟.
والثانى: سؤال عن متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام فى ذلك التعبد، أي هل كان ذلك العمل مما شرعته لك على لسان رسولي، أم كان عملا لم أشرعه ولم أرضه ؟.
فالأول سؤال عن الإخلاص، والثانى عن المتابعة، فإن الله سبحانه لا يقبل عملا إلا بهما.
فطريق التخلص من السؤال الأول: بتجريد الإخلاص، وطريق التخلص من السؤال الثانى: بتحقيق المتابعة،
وسلامة القلب من إرادة تعارض الإخلاص، وهوى يعارض الاتباع.
فهذه حقيقة سلامة القلب الذى ضمنت له النجاة والسعادة.

القلب الثانى : ضد هذا، وهو القلب الميت الذى لا حياة به، فهو لا يعرف ربه، ولا يعبده بأمره وما يحبه ويرضاه، بل هو واقف مع شهواته ولذاته؛ ولو كان فيها سخط ربه وغضبه، فهو لا يبالي إذا فاز بشهوته وحظه، رضى ربه أم سخط، فهو متعبد لغير الله: حبا، وخوفا، ورجاء، ورضا، وسخطا، وتعظيما؛ وذلا.
إن أحب أحب لهواه، وإن أبغض أبغض لهواه، وإن أعطى أعطى لهواه، وإن منع منع لهواه.
فهواه آثر عنده وأحب إليه من رضا مولاه. فالهوى إمامه، والشهوة قائده، والجهل سائقه، والغفلة مركبه.
فهو بالفكر فى تحصيل أغراضه الدنيوية مغمور، وبسكرة الهوى وحب العاجلة مخمور.
يُنَادى إلى الله وإلى الدار الآخرة من مكان بعيد، فلا يستجيب للناصح، ويتبع كل شيطان مريد.
الدنيا تسخطه وترضيه. والهوى يصمه عما سوى الباطل ويعميه. فهو فى الدنيا كما قيل فى ليلى:
عَدُو لِمَنْ عَادَتْ، وَسِلمٌ لأهْلِهَا *** وَمَنْ قَرَّبَتْ لَيْلَى أَحَبَّ وَأَقْرَبـا
فمخالطة صاحب هذا القلب سقم. ومعاشرته سُمّ. ومجالسته هلاك.

والقلب الثالث : قلب له حياة وبه علة؛ فله مادتان، تمده هذه مرة، وهذه أخرى، وهو لما غلب عليه منهما،
ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به والإخلاص له، والتوكل عليه ما هو مادة حياته،
وفيه من محبة الشهوات وإيثارها والحرص على تحصيلها، والحسد والكبر والعجب؛ وحب العلو والفساد فى الأرض بالرياسة ما هو مادة هلاكه وعطبه،
وهو ممتحن بين داعيين: داع يدعوه إلى الله ورسوله والدار الآخرة، وداع يدعوه إلى العاجلة.
وهو إنما يجيب أقربهما منه بابا، وأدناهما إليه جوارا.

\
/
\

ويقول رحمه الله في الوابل الصّيب :
والقلوب ثلاثة :
قلب خال من الإيمان وجميع الخير فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه
لأنه قد اتخذه بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن.

القلب الثاني : قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية
فاللشيطان هناك إقبال وإدبار ومجالات ومطامع فالحرب دول وسجال
وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر ومنهم من هو تارة وتارة.


القلب الثالث : قلب محشو بالايمان قد استنار بنور الايمان وانقشعت عنه حجب الشهوات واقلعت عنه تلك الظلمات
فلنوره في صدره إشراق ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به ، فهو كالسماء التي حرست بالنجوم
فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق


وليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن ، وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء ، والسماء متعبد الملائكة ومستقر الوحي وفيها أنوار الطاعات
وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة والإيمان وفيه أنوارها فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا إلا خطفه.


وقد مثل ذلك بمثال حسن وهو ثلاثة بيوت ..
بيت للملك فيه كنوزه وذخائره وجواهره
وبيت للعبد فيه كنوز العبد وذخائره وليس جواهر الملك وذخائره
وبيت خال صفر لاشئ فيه
فجاء اللص يسرق من أحد البيوت
فمن أيها يسرق ؟!!


فإن قلت من البيت الخالي كان محالا لأن البيت الخالي ليس فيه شئ يسرق ،
 ولهذا قيل لابن عباس رضي الله عنهما أن اليهود تزعم انها لا توسوس في صلاتها ، فقال : وما يصنع الشيطان بالقلب الخراب ؟!

وإن قلت يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستحيل الممتنع فإن عليه من الحرس واليزك مالا يستطيع اللص الدنو منه كيف وحارسه الملك بنفسه وكيف يستطيع اللص الدنو منه وحوله من الحرس والجند ما حوله ؟!

فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو الذي يشن عليه الغارات
فليتامل اللبيب هذا المثال حق التأمل ولينزله على القلوب فإنها على منواله
فقلب خلا من الخير كله وهو قلب الكافر والمنافق فذلك بيت الشيطان قد أحرزه لنفسه واستوطنه واتخذه سكنا ومستقرا
 فأي شئ يسرق منه وفيه خزائنه وذخائره وشكوكه وخيالاته ووساوسه

وقلب قد امتلئ من جلال الله عز وجل وعظمته ومحبته ومراقبته والحياء منه
فأي شيطان يجترئ على هذا القلب وإن أراد سرقة شئ منه فماذا يسرق منه ؛
وغايته أن يظفر في الأحايين منه بخطفة ونهب يحصل له على غرة من العبد وغفلة لا بد له ؛ 
إذ هو بشر وأحكام البشرية جارية عليه من الغفلة والسهو والذهول وغلبة الطبع
 
أ . هـ
م / ن

:::

اللهم أصلح قلوبنا يا حي يا قيوم

:::

الخميس، 14 أكتوبر 2010

أماه ما زال النفاق بنا !



:


:


:


:

اللهم انفع وارفع

:




:

إن الأكابر يحكمون على الورى
                                   وعلى الأكابر تحكم العلماءُ

؛

يقول الشيخ علي القرني في محاضرته التي بعنوان " همسات للسَّراة " :
[ إنما العالِم في أمته ... قبسٌ ينشر في الناس الضياء
إن العالِم من الأمة كالقلب من الجسد إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله ..
العالِم في أمته حارس فإذا نام الحارس استيقظ اللص ..
العالِم راع فإذا غفل الراعي هجم الذئب ..
العالِم ربّان إن لم يحتط غرقت السفينة ..
العالِم قائد كتائب إن لم يضبط القيادة حلّت الهزيمة ..
العالِم إذا لم يقُد انقاد .. فإن انقاد حلّت الفتنة والفساد !
والويل لأمة ينحى عنها العلماء العاملون ]

؛

لكل هذا .. كانت هذه الزاوية ..
قبسٌ من نورِ ورثة الأنبياء
فأسأل الله تعالى أن ينفع بها الناقل والمتابع

:
 

الاثنين، 11 أكتوبر 2010

جراحات الرحيل !



لكلٍ منا طريقته في التعبير عما يجول بخاطره ...
بل تختلف هذه الطريقة من وقت لآخر لدى نفس الشخص وذلك باختلاف الظروف أوالأدوات المتاحة أو غير هذا وذاك ..

\

تَوَلَّدَ هذا التصميم عن شعورٍ بمَلَل ممزوج بجرعة ألم ..  
مدهشون أولئك الذين تمكنوا من قلوبنا ثم رحلوا !
حتى الألم الذي يسببونه ..
غدا ساميا بسموهم ...
عظيما كَما هم تماماً !

\


[ انقر على الصورة لرؤيتها بالحجم الأصلي ]

بصورة أخرى :



:

هي هكذا جراحات الرحيل ....
                              نازفة على الدوام ........ }

:



الجمعة، 1 أكتوبر 2010

.. هذا الصباح ..



صباحي اليوم مختلفٌ جدّااااا ؛’
فنسائم الفجر التي مرّت بنا ؛,
أهدتنا شيئا من عبق الشموخ الذي عَلِق بها حين عرّجت عليك !
فيا أنتَ ...
} كُنْ بخيرٍ لأجلنا {