السبت، 26 نوفمبر 2011

عِجْلُ بني إسرائيل .. لقطات وتأملات !



لقطة أولى :
نصب له " عجلا " في فناء داره ..
وأخذ يسجد له صبحا وعشيا ..
فأنكر عليه فعله الصغير قبل الكبير ..
والعاميّ قبل العَالِم ..
ثم رُفع أمره للوالي .. 
اسْتَتَابَهُ ثلاثا .. فلما أبى التوحيد .. 
أقيم عليه الحدّ .

 

اللقطة الثانية :
لاهثٌ خلف هواه ..
لا يبالي أحلالٌ ما يقوم به أم حرام ..
ومع كل نصيحة تسدى إليه 
يزمجر متشدقا بحرية هو أبعد ما يكون عنها !
فحقّ عليه :
هربوا من الرِّق الذي خلقوا له
فبُلُوا برِقّ النفس والشيطانِ
من يحرر هذا من عبادة عجل " الهوى " ؟!!



اللقطة الثالثة :
سيما الاستقامة _ في الظاهر _ بادية عليه ..
لا تكاد تراه إلا وبيده متنٌ لكتب أهل العلم ..
أو في الصف الأول من حَلَقَة شيخه ..
وعندما يواجه مسألة خلافية ..
لا يكلف نفسه النظر في أدلة الطرف الآخر ..
ومباشرةً يتعصب لقول إمامه ..
راميا المخالف وقوله بكل نقيصة ..
ولو أنه تجرد للحق ..
لربما وجده عند من خالفه ..
فمتى يعي هذا وأمثاله قول إمام دار الهجرة
_ وقد أشار لقبر المصطفى صلى الله عليه وسلم _ :
[ كلٌ يؤخذ من قوله ويُرَدّ إلا صاحب هذا القبر ] ؟!
ومن يحرر هؤلاء من عبادة  عجل  " التعصب " ؟!!



اللقطة الرابعة :
_ على بعد مرمى حجرٍ من سابقتها _
ممن يشار لهم بالبنان ..
حافظٌ للسند والمتون ..
وله مؤلفات في شتى الفنون ..
وظيفته ليّ أعناق النصوص لتوافق هواه ..
فتاواه المعلبة جاهزة ..
وقد حوّل فيها كل لفظة " محرمة " لِـ " جائزة " !
وإذا أُنْكِرَ عليهم ذلك بالدليل ..
انتفض الأتباع وحوقلوا ..
ودارت حماليق عينيهم ثم قالوا :
ويحكم هذا " فلان " صاحب التأويل !
وصرخة ابن عباس بِـ : 
" يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء "
يبدو أنها ضاعت في الفضاء ..
المُوَقِّعُونَ عن الله من يحررهم من عبودية  عجل
" المنصب " " والخوف من أصحاب السلطان "
والتابعون المقلدون لهم بلا علم ..
متى يفقهون حديث عديّ : " فتلك عبادتهم "


،*

وهكذا دواليك ...
وجِّه عدسة الحق للأحداث من حولك ..
لتلتقط لك الزوايا التي يتصدرها عجلٌ له خُوَار ..
وسامريٌ يروج له على الملأ بلسان سامري الأمس  :
"بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ "
ثم أَضِف لهذه الصور الصامتة خلفيةً صوتيةً لا تعدو الحديث الصحيح :
" لتتبعن سنن من كان قبلكم "
وفي لقطة أخيرة اطرح تساؤلاتك :
مَنْ للسامري يقذفها في وجهه :
" فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَنْ تُخْلَفَهُ " ؟!
ومَنْ يحكم في العجل :
"  لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً " ؟!



ولازلنا ننتظر .. فلا موسى عاد من الميقات !
ولا صوت لهارونَ يقول : " يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ " !




تمَّت
لقطات .. وفي كل زاويةٍ عِجْل
... / 9 / 1431 هـ







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق