الخميس، 24 نوفمبر 2011

عينٌ على أرض الرِّجال



هي تلك الأرض التي نُسجت لنا حول بطولاتها الأساطير ..
الأرض التي مَدّت وضربت لها جذورا في قلب التاريخ حين وقفت وقفات تُدَوّن بماء الذهب ؛
الأرض التي ثارت يوم خضعنا ..
وصمدت يوم تخلّفنا ..
وصدعت بالحق يوم جَبُنّا 
 
!
 

ومن غير باكستان جدير بكلّ هذا ؟
 
،*
 
باكستان .. أرض الرِّجال !
مع هول الشدائد التي ما فتئت تحيط بها ،
ودول الكفر التي تكيد لها ؛ مُأمِّلين أنفسهم باليوم الذي يرونها فيه وهي تركع ..
ويمكرون ويمكر الله ؛ لتتحول باكستان ومع هذا الكيد إلى مصنع حقيقي للرِّجال
رغم انحصار الشعب بين فكي كمّاشة الفقر والحروب ..
إلا أنّ عِظَم الأهوال لم تزدهُ إلا ثباتا ..
وتكالب الخطوب شكّلت منه مدرسة للعزة والإباء يستعيد العرب من خلالها ذكرى بطولات صنعها آبائهم فضيعوها !
" وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ "
 
،*
 
عينٌ على أرض الرجال
 
موقف ( 1 )
لنعد بالذاكرة للوراء قليلا ..
وبالتحديد إلى الزمن الذي ارتكبت فيه الدنمارك أولى حماقاتها في حقنا كمسلمين ..
مَنْ مِنّا لم يُطَأطئ رأسه خجلا وهو يرى ثورة الشعب الباكستاني العارمة .. لا ليطالبوا بالاعتذار كما فعلنا !
لا ؛ لم يقف هذا الشعب عند حدّ قناعاتنا المخزية ؛
فهم ينظرون للموقف نظرة علوية مستمدة من الشَّرع ؛ لذلك كانت قامة أطفال باكستان تفوق قامة أعتى " ذكورنا " !
فأعلنوا في رسامهم حكم الله ولم يجاوزوه ؛ ضامين صوتهم لصوت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله !
فَـ / برأيكم : أيّ رعب عاشته الصحيفة ورسامها تلك الأيام ؟!!

،*
 
موقف ( 2 )
مَنْ مِنَّا لم يسمع بالمؤامرة الدائرة بين ,, الفيس بوك ,, و ,, اليوتيوب ,,
والتي هدفها : الحطّ من قَدْرِ مَنْ لَو اجتمع الخلق على ذلك لما نالوا مرادهم ؛
وقد قال الله ؛ جلّ الله : " وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك " بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه ..
هذه المؤامرة التي مرّت بنا مرور الكِرام ودون أن تحرك ساكنا ؛
لم يكن لها أن تمرّ ذات المرور على تلك الأرض التي تحتضن ذاك الشعب الأبيّ !
ففي حين تكتظ الطُرُق لدينا بسفهاء جُلّ همهم فوز فريقهم الذي يشجعون ؛
تكتظ طرق باكستان بأشاوس ؛ فلا تكاد ترى إلا رجلا وابن رجل ؛
حتى يخيل لك أن الأرض من تحتهم تزفر غضبا كغضبهم !
والنتيجة :
حجب موقعي ,, الفيس بوك ,, و ,, اليوتيوب ,, عن باكستان !!!
يالِتِلْكَ الأرض التي استطاعت أن تحوي هؤلاء الرِّجال !
 
،*

موقف ( 3 )
وحَدِّث ولا حرج عن وقفتهم الجادة مع قاضيهم المعزول ؛
بغضّ النظر عن بعض قرارت القاضي وغيرها من المسائل المتعلقة بذات الحادثة ؛
إلا أنه يحسب لهم وبلا شك تمسكهم بمبدأ استقلال القضاء ..
فالقضاء في ديننا _ كما هو معروف _ يتمتع باستقلالية تامة ؛ فعند الخصومات يقف الوالي والعبد سواسية أمام القاضي .
والنتيجة :
عودة افتخار شودري إلى كرسي القضاء !!!
 
،*

  مواقفُ يفنى الدهرُ وهي خوالدٌ
شعبٌ جبّار
بتذكر مواقفه فقط نستنشق شيئا من عَبَقِ عِزّة نحرناها ثم بكينا على رُفَاتِها !
ليشمخ لنا هذا الشعب بقامته الفارعة مُردِدا :
لا تُهيِّئ كفني .. ما متُّ بعـدُ  
لم يزلْ في أضلعي برقٌ ورعدُ
أنـا إسلامــــــــــي .. أنا عـزَّتـه 
أنا خيلُ الله نحو النصر تعـدو
أنـا تاريخـــــــي .. ألا تعـرفهُ ؟ 
خالدٌ ينبضُ في روحي وسعـدُ
ما دعانـا الفتــــــــحُ إلا شمخـتْ 
هذه الصحـراءُ، فالكثبـان أُسْدُ
 
،*

واليوم الأرض الأسطورة تغشاها الفيضانات ..
لتحيل معالم الحياة فيها إلى خرابٍ بلقع ..
ليقفز عدد المتضررين إلى 20 مليون متضرر
وتردد عبر وسائل الإعلام < شعب منكوب > !
وهل المنكوب إلا من ثُلِم دينه ؟!
هم بحاجة الآن لدعاءنا أكثر من حاجتهم لفُتات مالٍ يُلقى إليهم ؛
وما دُمنا لم نقدم المال ؛ فلا أقل من الدعاء لهم يا أمة الجسد الواحد ،
ونحن على يقين أنّ مَن ثاروا لِدِيْنِه يوماً لن يضيعهم ..
فلكِ الله يا أرض الرِّجال
 
،*
 
اللهم عبادك افتقروا لرحمتك فأغدق عليهم رحماتك يا رحيم ..
اللهم وكما كانوا سببا في حجب مواقع تحارب دينك فاحجب عنهم كل ضُرٍّ ..
اللهم لا حول لهم ولا قوة إلا بك ؛ فكن لهم يا حيُّ يا قيوم
أنت حسبهم ومن كنت حسبه فقد كفيته .
 
 
 
* حُرّر بتاريخ : 11 / 9 / 1431 هـ
 
 
 
 
 
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق