الخميس، 24 نوفمبر 2011

" مأمن الله " .. ماذا بعد القبور ؟!



لا أدري أي حقد يستعر في نفوس بني صهيون على الإسلام وأهله ؟!
ولا أعلم ماهية تلك المضغة التي تنبض في صدورهم 
لِتُشَكِّل منهم هياكل جوفاء ترتعد كورقة خريف في مهب الرِّيح عند صيحة طفل بـ : " الله أكبر " ؟!
ولم أشهد الزمن الذي تخلوا فيه عن الإنسانية 
فضلا عمّا تبقى لهم مِن ديانة يهودية _ كما يزعمون _ !

:::

كل ذلك ثار داخلي وأنا أرى تقريرا يظهر فيه بنو صهيون _ عليهم من الله ما يستحقون _ 
وهم يجرفون مقبرةً للمسلمين !
تارة في جنح الظلام ؛
وأخرى في وَضَحِ النّهار .



،*



{ مأمن الله }
تلك المقبرة التي تبعد كيلو مترين عن باب الخليل ؛ تقع غربي مدينة القدس القديمة ؛
المقبرة التي ضمت رفات ما يزيد عن سبعين ألفا
من علماء وشهداء وصحابة نبيِّي ونبيكم صلى الله عليه وسلم ؛ ورضي الله عنهم .


السؤال الذي يطرح نفسه :
هل كان بنو صهيون _ كَرَّم الله أبصاركم _ بحاجة إلى مساحة تلك الأرض التي ترقد فيها جثامين هؤلاء الرموز ؟!
هل هم بحاجة فعلا إلى 19 دونما من أصل 200 دونم من المساحة الأصلية لهذه المقبرة لبناء متحف تسامحهم ؛
أم أن وراء الأكمة ما ورائها ؟!!
أعجب حقيقة كيف لهؤلاء أن يبقوا أحياءً حتى الآن ؟!!
وما يحملونه من حقد كفيلٌ بالقضاء على أُمَمٍ وليس على أمة فحسب !
وصدق الله .. جلّ الله :
" لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ ءامَنُوا اليَهُود والَّذِينَ أَشْرَكُوا "


يا كِرام : ألم يلفت أنظاركم شيء في هذه الحادثة ؟!
إن لم يحصل لكم مثل هذا ؛ فقد تنبه كل متابع إلى أنه لا صوت عربي ولا إسلامي _ يستحق الذكر _ استثاره هذا الفعل !
لا صوت هنا أبدا ، ولا حتى تلك الجَعْجَعَة التي نسمعها _ دون أن نرى طحيناً _ أمام كل حماقة ترتكبها إسرائيل ..
لا صوت هنا ؛ بل لا حياة ها هُنا أصلا !
أتُرى حتى عبارات الشجب والاستنكار قد شُيِّعَت هي أيضا ليلحق تابوتها بتابوت كرامةٍ مُهدرة وعزةٍ فُقِدَت من قاموسنا كمسلمين ؟!!


صَه ! أتسمعون ما أسمع ؟!
أرهفوا السمع قليلا ؛ ألا تسمعون زمجرة من قلب التاريخ ليزيد بن معاوية !
تُراه يتهدّد مَن ؟! ولأجل مَن ؟!
بلى إنه صوت يزيد _ رحمه الله _ ؛ وها قد استقرت صفحات التاريخ على هذه الحادثة التي كان بطلها ...



،*



مرض أبو أيوب الأنصاري _ رضي الله عنه _ في غزوة القسطنطينية، 
فأتاه يزيد عائداً فقال : ما حاجتك يا أبا أيوب؟
قال: ادفني عند أسوار القسطنطينية...
فلما مات أمر يزيد بتكفينه وحُمل على سريره، ثم أخرج الكتائب
فجعل قيصر يرى سريراً والناس يقتتلون فأرسل إلى يزيد: من هذا الذي أرى؟
قال: صاحب نبينا وقد سألنا أن نقدمه في بلادك ونحن منفذون وصيته أو تلحق أرواحنا بالله.
قال: العجب كيف من ينسب أبوك للدهاء ويرسلك فتأتي بصاحب نبيك، وتدفنه في بلادنا، فإن وليت أخرجناه إلى الكلاب .
فقال يزيد: إني والله ما أردت إيداعه بلادكم حتى أودع كلامي آذانكم، 
فإنك كافر بالذي أكرمت هذا له،
لئن بلغني أنه نبش من قبره أو مثل به، 
لا تركت بأرض العرب نصرانياً إلا قتلته، ولا كنيسة إلا هدمتها !!!
فبعث إليه قيصر: أبوك أعلم بك، فوحق المسيح لأحفظنه بيدي .



،*



يا لِمَجْدِ أمّتنا الضائع !
فجيوشنا لم يُثِر حفيظتها دماء أحياءٍ سالت أنهاراً حتى غصت بها ديار المسلمين ؛
فكيف سيشعرون برُفاتٍ يأنُّ تحت الجرّافات ؟!



وإن نسيت فلن أنسى أن أخبركم أيها السّادة ؛
أن " مأمن الله " كانت ذاتها موقعا لمعسكر انتقاه قاهر الصليبين ؛
ليخيم على تلك الأرض جيشٌ يزفر ناراً أحرقت بني صهيون !
فعلى تلك البقعة نظّم " صلاح الدين " جيوشه للفتح ..
فهل من صلاحٍ ينتظر أمتنا ؟!
هل من صلاح ؟!




* حُرّر بتاريخ : 3 / 9 / 1431 هـ












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق